مشاركة من رئيسة الهيئة الإدارية لمحترف المتن الأعلى السيدة إيناس نويهض وعضو الهيئة الإدارية الآنسة ميساء البنا وعضو لجنة الاعلام الأستاذ طلال غرز الدين في زيارة المعرض الشخصي للفنان نبيل سعد في برجا، وكانت هذه خلاصة الزيارة:
“بيروت على خط الأفق” من سلسلة معارض يقيمها الفنان نبيل سعد كان آخرها في النادي الثقافي الاجتماعي برجا، في الحديث عن الأعمال الفنية في المعرض تستوقف المتلقي كل الاعمال لما فيها من حكاية وقصة من تاريخ بيروت، وقد كان الاستاذ نبيل خير دليل سياحي تاريخي لمعالم بيروت، منها ما اختفى وهنا كان دوره الفنان ومنها ما زال مشبثا في الوجود وايضا دور الفنان في استكمال ما تلف من ذلك المعلم لتخليده واكتمال الصورة.
زرنا معرض “بيروت على خط الافق” نحن من جمعية محترف المتن الأعلى وفي مراحل شرحه عن الاعمال كان يشرح دور حامي بيروت ثم سقوطه الذي جسده بلوحة “سقوط الحارس القديم” الذي دمره جيش التحالف عام 1840. وقلعة مرفأ بيروت التي مُحقت لعدة اسباب دمرتها كاملة وهو المرفأ الذي يعتبر من اقدم موانئ العالم بحسب المؤرخين.
يلاحظ من زار المعرض أن الاعمال الفنية تتضمن صور الحياة الاجتماعية وصور بيروت القديمة وتدرج حضارتها. ولكل عمل فني روايته الخاصة وتاريخ وثّقه.
سئل الفنان نبيل سعد عن وجه التشابه بين قلعة بيروت وقلعة صيدا؟
التشابه كبير جدا لكن الفرق بينهما ان في قلعة صيدا عندما حضر صلاح الدين الايوبي بنى مسجدا هناك عُرف بإسمه فأضاف القبّة إلى القلعة وهي موجودة اليوم، إنما قلعة بيروت قد اختفت عن الوجود وغير محدد موقعها بالضبط.
ثم كان اللقاء الذي اجراه الزميل في محترف المتن الاعلى السيد طلال غرزالدين.
س : عشقك لبيروت واضح، خلّدت بعض المواقع بأعمال فنية احترافية وهذا يجعل من نبيل سعد السباق والاول في تأريخ بيروت. لماذا؟
ج : من منطلق عشقي للبنان، وهذا رأي أهل الاختصاص بأني أوثق وأؤرخ تاريخ بيروت وهذا المعرض ليس الاول بل انطلق سابقا وبذات العنوان “بيروت على خط الأفق”، وإني سعيد ان هذه الفكرة وأعمالي شجعت آخرين لرسم معالم بيروت وتاريخها.
س : إبن برجا يرسم بيروت وليس العكس. العلاقة موجودة وملموسة في الاعمال، ما تعليقك؟
ج : استشهد بجملة للمؤرخ الاستاذ عبداللطيف فاخوري مؤرخ بيروت في أحد اللقاءات به حيث قال “ان هناك خط تاريخي بين برجا وبيروت يختلف عن سائر المناطق والبلدات وعلاقتها مع بيروت” لكن ليس هذا فقط، اما السبب الرئيسي الذي وجهني إلى توثيق تاريخ بيروت عبر أعمالي الفنية هو سحر بيروت وجاذبيتها حيث جذبت ليس فقط البرجاوي، بل الفرنساوي والنمساوي والانجليزي وغيرهم من جاء بيروت ليرسمها ويُذهَل بسحرها وتاريخها. أما برجا فما هي الا امتداد وأحد ضواحي بيروت، ولا ننسى أن بيروت هي عاصمتنا ومن الطبيعي ان ارسمها، وبالمناسبة البعض عندما يريد التعريف بي يعرّف ب”البرجاوي الذي رسم بيروت”.
س : أي من المواقع التي رسمتها أحسست بشعور خاص حين تأملته ورسمته؟
ج : اجمالا “بيروت على خط الافق” عبارة عن 3 مجموعات، مجموعة تقمّصتُ فيها شخصية المستشرقين ورسمت بأسلوب المونوكروم. وهي المجموعة لبيروت التاريخية وقريبة من عهد الاسوار. ثم مجموعة “الحياة الاجتماعية” لفترة الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات قبل الحرب المشؤومة من القرن الماضي وهي مجموعة مائية تتناسب تقنية تنفيذها والمادة المستخدمة مع تلك الفترة التاريخية.
والمجموعة الثالثة هي “مناظر عامة كبيرة” بألوان اكرليك وهي معظمها مشاهد طبيعية.
لكن يبقى هناك مفترق طرق يؤثر بالفنان ما ينعكس على بعض الاعمال، فمثلا “سقوط الحارس القديم” تدفعك لعيش حالة الحزن والصدمة بعد ان تعمقت في تاريخ اسوار بيروت ومرحلتها التاريخية. أو مثلا “الجادة الفرنسية” وهي لوحة السور ذات الزخرفة الفرنسية من الاسمنت وهو غير موجود حاليا لكن نأسف عندما نعلم بما كان موجود وحاليا مختفي من الواقع بسبب الدمار.
وأكثر ما أثر بي هو انفجار مرفأ بيروت في 4 آب.
س : هنا نودك أن تحدثنا عن لوحة انفجار مرفأ بيروت وهي معبرة جدا وفيها عمق كبير؟
ج : غالبا ما اعيش حالة نكران لما هو بشع فأبعده عني واتفادى رسم أي بشاعة عن بيروت، فمثلا الحرب الاهلية لم ارسم عنها شيء لبشاعتها لكن لابد ان اشير هنا ان الجيل الجديد يطالب بتوثيق بيروت قبل الحرب ليتعرفوا عليها والحرص على اخذ العِبَر بعدم تكرار الدمار والحروب.
س : هل توجد اللوحة الصعبة واللوحة السهلة؟
ج : ليس بالضرورة وليست قاعدة، لان الرسم ليس عمل خارق للطبيعة بل هو شعور واحساس للفنان واحيانا يمكن اللوحة السهلة والسريعة بوقت قياسي ان تكون رائعة جدا وافضل من اخرى استهلكت كثير الوقت والعكس صحيح. بالنسبة للسهولة والصعوبة هي حسب احساس الرسام وترجمة مشاعره في عمله الفني.
س : الاسكشات رائعين جدا، ما السبب؟
ج : الاسكتش هو الاحساس والانطباع الاول الذي يسجله الفنان.
س : ما اللقب الأحب إلى قلبك للتعريف بك او ذكرك كفنان في بيروت؟
ج : بشكل عام احب ان اُذكر في لبنان ككل وليس فقط بيروت، احب ممن يرى اعمال الفنان التشكيلي اللبناني نبيل سعد كمن يشعر نفسه يستمع لصوت فيروز. لأننا نسمع لبنان بصوت فيروز وأحب ان يُرى لبنان في اعمالي الفنية.
مداخلة الاستاذ طلال غرز الدين في ختام اللقاء : نختتم لقاءنا مع الفنان نبيل سعد من برجا الجميلة بأهلها وطبيعتها وطلّتها. وسررنا بالحوار معك استاذ نبيل الاروع انك وصلت الحاضر بالماضي، لي رأي بين اليوم والماضي حيث اليوم العمارة اشبهها بالمرأة العارية بصرف النظر عن جمالها بينما قديما كان البناء بكامل جمال تفاصيله وأناقته ودائما الصلة بين الماضي والحاضر بمقياس العمارة ولك تهنئة استاذ نبيل سعد بانك استطعت ان تخلّد الاماكن والمواقع التي اختفت لنراها ونتعرف عنها.
وتعقيب الاستاذ نبيل سعد : لا شجرة بدون جذور وهذه الجذور هي تاريخنا الذي نتغذى منه لنبني مستقبلنا وبمناسبة التشبيه بالمرأة العارية والأنيقة، نجد عند التخلي عن الطربوش الاحمر في لباس اللبنانيين، بدأت نسبة طربوش المباني بالانخفاض وهنا التشبه بين الطربوش الاحمر والقرميد الاحمر. وما اللون الاحمر الا ميزان في اللوحة.
Graphic & Web Design by Ward Zaidan/ +961 70 571185
Copyright © 2022 highermetnartisan.com
Powered by highermetnartisan.com